noselektions


الخميس، 30 أغسطس 2018

زهرة

وزهرة نَمَتْ فأستطالتْ قليــــــلا .. فرَأتْ من حولها الوجودَ جميـــــــلا
فتعجَّبتْ، وقدْ ســـرَّها مـــا رَأتْ .. شمساً ونوراً وظلاً ظليــــــــــــــــلا
وطيراً يسبحُ في الفضاءِ مرفرفاً .. وشجراً يملأ الأفقَ خُضرةً وخميــلا
وعيناً تُرسل ماءَها العذبَ دَفْقــاً .. وتسقي العطاشى من كأسِها سلسبيلا
وأريجاً يملأ الوادي شذىً زكيـاً .. ونسيماً عليلاً يراقصُ الوردَ الأسيـلَ
فتمتمت لنفسها سراً أين كنــتُ؟ .. أتُرانيَ قد نِمتُ نومَاً طويــــــــــــلاً؟
وفرحـاً أنبأت أخواتها بما رأتْ .. وكيف غدتْ تهوى صُبحَها والأصيلَ
فقلن لها لا تفرحِي أختاهُ كثيـراً .. فإنَّ الربيعَ لن يدومَ طويـــــــــــــــلا
فقريباً يأتي حرُّ الصيفِ الشديد .. كـــــي يُفنيَ كلَّ خَضرةٍ ويُزيــــــــلَ
ومن بعدِهِ تَأتيِ رياحُ الخريـفِ .. لتجعلَ كلَّ غُصنٍ عُوداً كليــــــــــــلا
ثمَّ تأتي نَحونا غيومُ الشتـــــاءِ .. فتُخفي لونَ السماءِ وبَدرَها الصقيــــلَ
فتبدل سرُورُها منهنَ حُزنـــــاً .. وبدتْ كياناً ذابـلاً وهزيــــــــــــــــــلا
وقالت يا ليتني كنتُ بِذرةً مَيْتَـاً .. فلم أرى هذا الوجودَ الجميــــــــــــــلَ
فأغتمَّ الوجودُ لها حزناً ووجداً .. حتى أمسى بدمعهِ الهطولِ خضيــــلا

الاثنين، 13 أغسطس 2018

مارس

مـــــارسُ عُدتَ وعادَ الربيـــــــعُ .. ونامَ الشتاءُ وفَرَّ الصقيـــــــــــعُ
وجِـئــــــتَ بشمــسٍ ودفءٍ مَديــدٍ .. فشاقَ الحياةَ غُصنٌ هجيـــــــــعُ
ففتَّـــحتَ زهراً وأيقظْــــــتَ ورداً .. وعمَّ الوجودَ عطرٌ بَديــــــــــــعُ
وضجّتْ سفوحٌ وعجَّتْ سهـــــولٌ .. وغنَّتْ طيورٌ وردَّ القطيـــــــــعُ
وإن قالوا فيك ضروبُ الجنـــــونِ .. فأنت بعيني البَهِيُّ الوديـــــــــعُ
مارسُ أنت بهجــةُ روحِـــــــــــي .. وأنت بصدري البراحُ الوسيـــعُ
فحينَ تعودُ يَسعَـــدُ قلبــــــــــــــي .. وتغفو همومي ويغفو الوجيـــــعُ
وتوقــظُ فيَّ الزمانَ الجميــــــــــلَ .. ويَرجعُ أمسي وعُمري المَضيعُ
وحينَ تغـــادرُ تحزنُ روحـــــــي .. ويشتَــدُّ وجدي وشوقي المُريــعُ
فليتك تبقى طُوالَ الشهــــــــــــور .. فيشفي شجونـي هواكَ النجيــــعُ
وقــد عشتُ أخشى سيوفَ الفِراقِ .. وكمْ هو أمرٌ أليـــمٌ فَجِيــــــــــــعُ
وحين يحينُ أوانُ الرحيــــــــــــلِ .. فسكناك قلبي الحفيظُ المنيــــــــعُ
وإن عُدتَ يوماً وكنتُ مضيـــــتُ .. بماضيٍ ترحَّمْ وربي السميــــــعُ
فذكراك تكسو نسيجَ كيانــــــــــي .. ولستُ أراهَا بموتي تضيـــــــــعُ