noselektions


السبت، 17 أكتوبر 2015

حيِّ إدريسَ سليلَ الفاتحين

يا شاطبَ "حيِّ إدريس" من نشيدِهَا مَهلا  ..  إني أراكَ قد زدتَ مِنْ بَعدِ الجَهَالَـــــــةِ جَهْــــلا
لا يَعرفُ قَدْرَ الرِّجَالِ إلَّا صَاحبُ شَـرَفٍ  ..  ولا يعرفُ عُلوَ الجبالِ إلَّا مَنْ لِهَامِـــهَا إرتحَـــلَ
فلو تمحُوَ كلَّ الشِّعـرِ، ولو تُفنـــيَ الأدبَ  ..  فإنَّ المليكَ له حُبٌ على المدى بقُلُوبِنَـــــــا حَـــلَّ
سَما الإدريسُ نَفســاً، وقد زانـهُ الزُّهْــــدُ  ..  والعلمُ أعلاهُ، وقد زكى نَسَبا بجُدُودِهِ أصْـــــــــلا 
هو إلإدريسُ، ذو خيرٍ خَبِرنَـــــــــــــــاهُ  .. ومَن ذا لا يَعرِفْ لهُ سبقاً في الخيرِ وكم له فَضْـلا   
أتته  الدنيا بزخرفها، فما أغتر وما أفتتن  ..  ومـــا يوما عن نهجـــــه قد حَـادَ أو جفـــــــــــلَ
وكان الرفــقُ والإحسانُ رفدين لعُهدَتِـــهِ  ..  وقد أرسى بحِكمَتِهِ بين الناسِ الأمــــنَ والعـــدلَ
فلتقرَأ التاريخَ إن كنتَ يومــاً ستَفهَمُـــــهُ  ..  ولتسألِ البطحَاءَ وواحَها ولتسألِ النَّخْــــــــــــــلَ
ولتسألِ الجبلَ الأشمَّ والوديانَ والصَّخــرَ  ..  وعنهُ فَسَلْ بِيضَ الزَّوايا ومَنْ مِنْ عِلمِهَا إنْتهـــلَ
ولتسألِ الأعداءَ مَنْ ِقد واجهَ الغَــــــــزوَ  ..  ومَنْ أرخَصَ الـمُهْـجَـةَ للهِ ومن لنَفْسِهِ بـَـــــــــذَلَ
فليتَ شِعري هَل مَثلُكً يُؤَتَـَمنُ على بَلـدٍ؟  ..  وقَد خُنتَ حُروفَ نَشِيدِهَا قَصدَاً وياخَجَـــــــــــلا
فأنفضْ عنكَ غُبَارَ الـجَهلِ وما بكَ عَلِـــقَ ..  لكأني أرى كُلَّ سَلامٍ مِنَّا للإدريسِ قَدْ وَصَـــــــلَ

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

رثاء صديق عزيز


ماذا أقُـــولُ ومَاذا عَنْكَ أكْــــتُـــــــبُ .. ومِنْ أينَ أبْدَأُ أحْرُفِـــــي وأُرَتِّــــــــــبُ

عَقْــــدَانِ مِنْ عُمرِ الزَّمَانِ تَصَرَّمـَــا .. كمِثلِ يَــــومٍ مِمَّا يُعَـــــدُّ ويُحسَـــــــــبُ

كُنْتَ الصَّدِيــــقَ لكُلِّ مَنْ لاقَيْتَـــــــهُ .. ورُبَّ صَدِيـْقٍ مِنْ قَرِيْبٍ أقــــــــــــرَبُ

والصِّــدقُ فِيْكَ لَو نَثَرْنَا نَصِيْفَـــــــهُ .. لكــفَى الأنَامَ، دَهْرَهَا لا تَكْـــــــــــــذِبُ

وصَــفَــاءُ نَفسِكَ لو نَشَرْنَا بَعْضَـــهُ .. لَشَـــــــذَاهُ عَمَّ فِي الدُّنـَـا، لا يَغـْـــــرُبُ

والعِلْمُ عِشْــــتَ لِنَهْـجِ دَرْبِهِ سَالِكَــاً .. وبِذَاكَ يَشْهَدُ صَحْبُكَ والمَكتَـــــــــــــبُ

سَمَتَ خِصَالُكَ فَهَــزَّتْ كُــلَّ مُوَدِّعٍ .. فَالدَّمْعُ يهْطُلُ مِثْلَ مَاءٍ يُسْكَــــــــــــــبُ

قَدْ قَــــلَّ مثلُكَ يا صَديقِـــيَ بَيْنَنَــــا .. فالفَقْدُ صَعـْبٌ، والتَّفَرُّقُ أصْعَــــــــــبُ

سَـلامٌ عَليْكَ أخَ الأطايِـبِ، سَالِــــمُ .. ولَكَ الجِنَانُ، مِنْ كُلِّ نَهْرٍ تَشْـــــــــرَبُ

الخميس، 16 يوليو 2015

إنزعوا النظارة السوداء

يا أصدقاء
إنزعوا النظارة السوداءَ
 عن عيونكم 
وأستشرفوا الصباحَ
بوجوهكم
وصافحوا المساءَ
 بقلوبكم 
وأبشروا بالقادمِ الجميلْ
**
وكحِّلوا عيونَكم 
بروعةِ الألوانْ
برونقِ الضياءْ
بومضَةِ النجومِ في السَّماءْ
وخميلِ الغابةِ الظليلْ 
**
بطلعة القمرْ
يرقُبُنا
من بين أسعفِ النخيلْ
بالشمس ترسلُ نورَها المذهَّبَ
وقتَ الأصيلْ
من خِلالِ هُدْبِ الغيمةِ البليلْ
**
بخُضرةِ الشجرْ
وحمرةِ الورودْ
وأغصُنِ الأزهارِ إذ تميلْ
 كي تنشرَ أريجها العليلْ
بالنحلِ يلثمُ الزهورْ
بالبُلبُل  في العُشِّ
إذ يَقيلْ
بِلحنِهِ الجميلْ
**
بالموجةِ
بالشاطئ الصقيلْ
بالفجرِ
بهوائهِ المُعَطّرِ العليلْ
**
بكُثُبِ الرمالِ
 في الصحراءْ
بِشمسِها
ووَهجِهَا
ولمعةِ السَّرابِ المستحيلْ
** 
بقممِ الجبالِ
تلفُّها الثلوجُ والغيومْ
بمائها الزليلْ
ومَسربٍ لا ينته طويلْ
**
بطلعةِ الهلالِ

يومَ عيدْ
 وبسمـــــةِ الأطفالِ

فيه كقصيدْ
  بزهرِ البرتقالْ

وفراشِهِ المزركشِ الأسيلْ
 برقصَةِ النسيم بالجريدْ
بِهامةِ النَّخيلْ
**
يا أصدقاء
ما همَّ أن تختلفَ ألوانُنا
ديارُنا
أحلامُنا
أو أحرفُ كلامِنا.
ما همَّ ما مضى

فلتلتقي قلوبُنا  
بالحُبِّ والصفاء.
فلننزعِ  النظارةالسوداء.

الأربعاء، 1 يوليو 2015

شاطئ المستحيل



صدفةً

وصلتُ شاطئَ المستحيل

وهناك وجدتُ أمنياتي القديمة

قوارباً مهشَّمة

على صخورهِ الصَّماء

ومجاذيفي مكسرة

يتلاعبُ بها الموجُ

هناكَ وهنا

ومِزَقاً بين الرُّكام 

 طُوِّحتْ أشرعتي الجميلةُ البيضاء

ولكم أثارَ المشهدُ كوامني الدفينة

وجلبَ لمُقلتي البكاء.

وهناك حيثُ الصُّخورُ الناتئةُ الرهيبة

يتحطَّمُ دونما كللٍ

الموجُ القادمُ من بعيد

وفي جُعبتهِ قواربٌ جديدة

ومجاذيفٌ أنيقةٌ ملساء

وأشرعةٌ جميلةٌ بيضاء

هناك .. هناك

حيثُ تُعربدُ الريح

وتبتعد الغيمةُ الثقيلةُ السوداء

لتعودَ من جَديد

أشدَ سواداً وأوسعَ مدى

لكنَّها شحيحةٌ

لا تحملُ مِن ماء

بل حِملُها دوامَةُ هواء

هناك .. هناك

لا صوتٌ

الا صوتُ الريح

وصوتُ الموجِ الهادرِ المخيف

يُصارعُ الألواح

ويملأ الفضاءَ كالعواء

هناك .. هناك

لا معنى للكلام

ولا مكانَ للإشفاقِ والرِّثاء

ولا الشعرِ الحزينِ والغناء

فكل ما هنالك رُكام

يملأ المكان

وفجأةً أيقظني

بصوتهِ الأذان.

الخميس، 11 يونيو 2015

يا بائع الورد

أيا بائـــــــــــــعَ الوردِ بالميدانِ والزَّهـرِ .. نافستَ في إبداعِكَ صَاحـبَ الشِّعْـــــرِ
فكم أزحتَ عن الأرواحِ من حُـــــــــزْنٍ .. وكم رسَمتَ على الوجُوهِ من بِشــــــر
رتَّبت وردَك وكلُّ مَقامٍ يرتجي نَسَــــــقا .. وصففتَ زهـرَكَ للفـتِ عيونِ من يشر
لكنَّ حَظّكَ حتماً فاقَ حَظَّ صَاحِبِـــــــــكَ .. إذ هَامَ في الأوزانِ من بحرٍ الى بحــر
تَمُـــرُّ به الأيــامُ بينَ النَّحوِ والصَّـــرفِ .. أو بَاحثا في الأسفارِ عن قفلةِ الشطــــر
أو يُمضِي ليلَـهُ يَقِظاً قـــد هدَّه التَّعَـــــبُ .. وتنامُ مَلياً حزتَ طِيبَ العِطرِ والأجـــر
وقد لا يَفهمُ الشِّعرَ من ألقى لهُ سَمعَـــــاً .. ويَدخُلُ وَردُكَ دون صدٍ الى الصَّـــــدر
ويُنسَى لورْدِك وَخزُ الشَّوكِ وما أدمــى .. وليس يُغفرُ في أبياتهِ حرفٌ من الجـــرِّ
ويُقابَلُ الشِّعرُ منه بالتأويلِ والنقــــــــــدِ .. ويُقبَلُ ما قد بِعتَ بالتَّرحَابِ والشكــــــر
وما القوافي سوى نشجِ من القلـــــــــبِ .. وقــد صِيْغَ بالوَجْـدِ نظمــاً منَ الشِّعــــر

السبت، 23 مايو 2015

بلادي الحبيبة


بلادي الحبيبة،

قد ذبتُ شوقاَ

الى لُقياكِ

وهِمتُ عِشقاَ.

فلكم نسجتُ لك

في غُربَايَ من رَسْمٍ

عَسَاهُ يُطفِئُ

في فُؤاديَ

الحَرقَ.

أو يُرجِئُ
 ساعةً
من حنينٍ

وأشتياقٍ
بتُّ ألقى.

فحيناً أراكِ

في خميلة زهرٍ

يطيبُ شذَاهَا

بذكرِكِ عَبقا.

وحيناً أسمعُكِ

في رَنْمِ أغنيةٍ

فيَرِفُّ جِنَاني 
لِلحنِها خَفقا.

وحيناً أراكِ

في غَيمةٍ وسنى

تُمَاهِي الأنجمَ

في مَشيِها رِفقا.

وحيناً أخالكِ

عند البحر في فُلكٍ

قد لاحَ سَناها ليلاً

فزيَّنَ الأفقَ.

وحيناً أراكِ

في رَونَقِ القمرِ

فتهطلُ الذكرياتُ

بفكريَ دَفقا.

وحيناً ألمَسُكِ

في قطرة المَطَرِ

فأذكرُ غَيْثَكِ

وأذكرُ البرقَ.

فلستُ بناسٍ لحظةً

وكيف أنسى

تلك الشواطئَ

ومياهَهَا الزُّرقَا.

ولستُ بسَالٍ بُرهَةً

وكيف أسلو

ذاكَ النخيلَ

وظلالََهُ السَّمقى.

ولستُ بناسٍ
وكيف أنسى 
تلكَ المسَاجدَ
وقِبابَها العُتقى.

وكمْ أحِنُّ

لمَوسِمِ الفُلِّ

وقَد عطّرَ، والياسمينُ
الصُبحَ والغَسقَ.
بلادي

قدْ ملأتي بالحبِّ قلبي
وغدا هواكِ
بمهجتي دفقا.

فحُسنُكِ الأخَّاذُ - مؤنستي -
قد زادَ روعَتَهُ
أنَّ الجمالَ قد إلتقى فيكِ
بغَربِهِ الشَّرقَ.


السبت، 9 مايو 2015

طرابلس البهيَّة


طرابلسَ البهيَّة
قد أرادوا
لك إستلاباً
وما أجَادوا.
فقد ظنُّوا
 وبعضُ الظنِّ إثمٌ
أنْ سوفَ تُرهبُكِ
القساوةُ والعِنادُ.
أو سوفَ يُخْضِعُكِ
العَتادُ.
وتتبعوا فججَ الضلالةِ
ولم يرُق
لهم حكيمٌ
ولا رشيدٌ
له سدادُ.
أوما دَرَوا
يا ويحهم
أنك للوطنِ الفؤادُ
وأنَّ شِيمتَكِ
التمَدُّنُ
ومهرَ خِطبتِكِ
المِدَادُ؟ 
وأنَّ لكِ أهلاً
وجيراناً
 "أنْ تسعَدينَ"
 لهم مرادُ؟
فتقاسَمُوا
 ان لا قُعودٌ ولا رُقادُ
حتى تنامي تبسمينَ
وينجَلي عن محيَّاكِ 
السوادُ.
حتى تعودي بهيةً
 كما كنتِ
بلا دموعٌ
ولا سُهادُ
ولا دخانٌ
ولا صِفادُ
ولا شُجونٌ
ولا حِدادُ.
طرابلسَ البهيَّةُ 
أنتِ الحيَاةُ
والبُغاةُ هُمُ الجَمادُ
قد عُدتي أقوى
وهم  جُذادُ
وعدتي أبهى
وهم رَمادُ.