noselektions


الخميس، 26 ديسمبر 2013

خلجات

يَا رِفَاقِي
وَإنْ أتْعَبَنَا طُولُ الطَّرِيق
وزادُهُ القَليل
ووحْلُهُ اللَّصِيِق
وحَجْرُهُ المُسَنَّنُ الكَؤوُد
وشَوكُهُ المُحِيق
وأنتَهَبَ آمَالَنَا
في عُرَاهُ
كم سَارِقٍ صَفِيِق
**
فَقَد بَقِينَا
لَم يُلَوِّثْنَا الوَحَل
ولم تَزَلْ عُيُونُنَا لم تَزَل
تفيضُ بالبَرِيق
ولَم نَزَلْ كَعَهدِنَا لَم نَزَل
نَحْمِلُ بِذْرَاتِ الأمَل
ونُدَارِي عَنهَا لَفْحَةَ الحَرِيق
**
فَلْنَعِشْ بِوَمْضَةِ الرَّجَاء
بِحُلْمِنَا المَاجِدِ العَتِيْق
وَلْنَبْتَسِم لمُقْبِلِ الضِّيَاء
لِبَزْغَةِ الفَجْرِ الرَّفِيق
يَمتَطِى صَهوَةَ الصَّبَاح
لِلشَّمسِ تَسْتَفِيْقِ
وَتَمْسَحُ بِنُوْرِهَا القُتَام
في خَطْوهَا الوَثِيق
**
فَغَدَاً ستُمطِرُ السَّمَاء
وَتَغْسِلُ بَوَائِقَ الطَّرِيق
وتَنْبُتُ بمَائِهَا البُذُور
ويَستَطِيلُ سَاقُهَا الوَرِيق
ويَملأُ الحَبُّ البَيادِر
ويَغمُرُ الخَيْرُ السِّلَال
وتَرجِعُ البَلابِلُ
الى حِمَـى الطريقِ والتِّلال
ويعُودُ للوَردِ الرَّحِيق
**
وَغَدَاً سَيَجْفَلُ اللُّصُوصُ
ويَنتَهي الزَّعِيق
وتَختَفي مَراسِمُ الأحْزَان
ويَصْمُتُ النَّعِيق
**
وَيَضْحَكُ الأطفَالُ
مِن جديد
فَوَجُوهُهُم مَرابِضُ الجَمَال
بِلَونِها المُحَبَّبِ الوَدُود
ونُورِهَا الألِيق
وَستَنقَلِب من سِحْرِهَا
مَكَارِهُ الطَّريق
أشوَاكُهُ مَزَاهِراً شَذِيَّة
وطينُهُ مَصَاطِبَ عَقِيِق
وحَجْرُهُ المُدَبَّبُ الألِيم
أرصِفَةً نَضِيدَةً بَهيَّة
في رَونَقٍ مُنَعَّمٍ أنِيق.

الأحد، 1 ديسمبر 2013

غربة وحنين

يا  وردةً      رهينةَ   الأشواكِ ..   وسبيلُكِ      محفُوفَةٌ        بشِرَاكِ
كيف   الوِصَالُ ،  وأنتِ   أنتِ ..   متبُولَةٌ    أنفَاسِيَ      في    هَواكِ
ما كنتُ أدري مَا الفِراقُ وكُنهُهُ ..   ومَا  كنتُ   أعلَمُ  عِشقِيَ    لثَرَاكِ
حتى  أكتويتُ بنارِ بُعدِكِ  فَجأةً ..   فغَدوتُ   في  كلِّ  مَنامِي     أرَاكِ
فأفيقُ وقَد  تَسَربَلَ  قلبيَ  شَوقُهُ ..  وأفاضَ الجَوى  بالدَّمعِ  طَرفاً  باكِ
وما يُوقِفُ الدمعَ إلاَّ هَتْفٌ وَاثِقٌ ..  وإنْ  طَالَ  الزَّمَانُ  فمُحَتَّــمٌ   ألقَاكِ
وَأهيمُ بينَ المَاضِيَاتِ  الخَواليَ  ..  فَتَزيدُ  حَنيني  كمَا  اللظَى  ذِكـرَاكِ
فأذكُرُ جَلسَةً  تَحتَ نَخلِكِ تَارَة  ..  أو جَلسَةً  مِثلَهَا  عِندَ  وَهْدَةٍ   بِرُبَاكِ
أو  نُزهةً بينَ الغُصُونِ بِغَابِكِ  ..  وسُرَى النَّسِيمِ  عَبَّقَ خَاطِري بِشَذَاكِ
أو مَجمَعَاً فيهِ الصِّحَابُ عَشِيَّةً  ..  وحَدِيثُنَا  مَا  كانَ  الاَّ  رَجْعُ  صَداكِ
لكم تَمَثَّلَ خَاطِري سَيفَ الهَوى ..  وسِنُّهُ  مَشحُوذَةٌ  من  عِشقِكِ  الفَتَّاكِ
أرى المَحَبةَ أنتِ جَوهرُ سِرِّهَا ..  فلا  تَطْمَئنُ  رُوحِيَ الاَّ تَحتَ  سَماكِ
وكمْ أندَمُ أنِّيَ قد تَرَكتُكِ حَائرَاً  ..  لَأَخَالُ يَا أمُّ  أنِّي قَد أضَعْتُ  رِضَاكِ
لو خَيَّرونِي بين هَجرِكِ  سَاعةً ..  وبينَ مَماتِي. فمهجتي ممهورة لِفِدَاكِ
إن تَبسَمينَ فتلكَ غَايةُ  مَطمَحِي ..  فلتَبسَمي  ولتَرتَقِي  الى ذُرَى عَليَاكِ
ولتَصَعَدِي سُبُلَ الثُّريَا  لمَجدِكِ  ..  بسَواعِدٍ   آمَالُهَا  مَعقُودَةٌ    برِضَاكِ